ستقف الدبابات على حدود غزة وستنتظر ان تكمل الطائرات القصف جوا وسفن حربية من البحر ايضا بانتظار دورها، ثم سيتم الاقتحام وخلف صفوف الدبابات عشرات الاف الجنود الاسرائيليين، لكن حماس تقول ان هذا ما تتمناه، وحزب الله اللبناني يقول الجليل مقابل غزة ومصر لن تتمنى حدوث ذلك وحتى امريكا وايران سيترقبون، وهنا السيناريو كاملا والفعل وردة الفعل والتبعات.
العدوان الصهيوني
"سنضربهم حتى النهاية وننتقم بقوة لهذا اليوم الاسود الذي الحقوه باسرائيل وشعبها" هكذا اعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو عن خطته لما بات يعرف باجتثاث حماس، وهذا امر لن يتم الا باجتياح بري كامل وشامل لقطاع غزة، وهذا الاجتياح البري الكامل هو ما قال عنه ابو عبيدة الناطق بإسم حماس انه امر مثير للسخرية بل ان حماس تتمناه، في حين حركة الجهاد قالت انها تستعد له ومقاتليها ينتظروه على احر من الجمر.
خطة الاجتياح
قبل سرد ردة الفعل لابد من وصف كيف سيكون الفعل ذاته هذا الذي تهدد به اسرائيل في كل حرب لها على غزة او حماس، حيث لطالما هددت بالاجتياح البري الشامل للقطاع الذي ستسفر عنه تصفية حماس، وفي خطتها هذه التي بالتأكيد مرسومة بالحركة والحرف ستكون بنودها العريضة تقوم على بنود سياسة الارض المحروقة، بمعنى ان جنود الجيش الاسرائيلي لن يدخلوا غزة وبناياتها قائمة وشوارعها مفتوحة، فهم اخر ما يريدونه ان يقاتلوا حماس بحرب شوارع، حيث سيدركون خطورة ذلك على جيشهم وجنودهم، لذا ستكون سياسة الارض المحروقة القائمة على قصف كل ما في قطاع غزة وتسويته بالارض حتى تعود ارض جرداء، بحيث تصبح المواجهة مباشرة بين آليات اسرائيل وجنودهم ومقاتلي الفصائل الفلسطينية، وهذا ما تتمناه تل ابيب، لذا وفق خطتها ستستمر بالقصف حتى تؤمن مناطق مكشوفة لا تجعلها لقمة سائغة لمقاتلي غزة التي من جهتها –اي مقاتلي الفصائل الفلسطينية- ما زالت تعتقد ان توغل اسرائيل البرية في قطاعهم سيسهل عليهم المهمة، خاصة انه وكما يشاع فأن اسفل مدينة غزة مدينة اخرى بنتها فصائل المقاومة لمثل هذه المواقف، وهذه التي تسميها تل ابيب انفاقا فهي نوهت الى انها ستقوم بتدميرها وطمرها قبيل الاجتياح البري الذي تهدد به، فهي تدرك ما معنى ان تدخل قواتها ثم يباغته الحمساويون من خلف الخطوط بعد ان يخرج لهم من باطن الارض، ولا شك انه مهما كانت خطط اسرائيل فالفصائل هي الاخرى لها خططها.
معادلة غزة - الجليل
ربما ستكون المعركة البرية معركة مفصلية، اما فيها تكسر شوكة وهيبة الجيش الاسرائيلي واما ان تحقق تل ابيب حلمها بما تسميه اجتثاث حماس، وهذا المصطلح الاخير –اجتثاث حماس- لن تخاض معركته فقط في غزة حيث احد ابرز حلفاء الحركة الفلسطينية اي حزب الله اللبناني – الايراني اطلق يوما على لسان امينه العام معادلة غزة – الجليل، قاصدا ان منطقة الجليل واجتياحها سيكون بمقابل اجتياح اسرائيل لقطاع غزة بريا، بمعنى ان الحزب سيدخل رسميا على خط الحرب، لكن كيف سيكون دخوله؟ حتى الان ما يظهر ان حزب الله قد يعمد الى قصف مناطق داخل اسرائيل بصواريخه، ومستبعد ان يفكر بهجوم بري الا اذا اسرائيل قررت اجتياحا بريا اخر للبنان، وتلك قصة اخرى قد لا تقوى اسرائيل على تحمل تكاليفها.
الخطة البديلة
تأتي هنا الخطة البديلة التي قد تمنع اسرائيل من خوض اجتياحين بريين في الجنوب الغزي والجنوب اللبناني، والخطة هذه تقف على واشنطن ودعمها والتي ارسلت حاملة طائرات للمنطقة هي الاكبر والاقوى في العالم وخلفها حاملة اخرى، الاولى تحمل اسم جيرالد فورد والثانية تحمل اسم رئيس امريكي اخر هو ايزنهاور، وهذه الحاملات تعني ان امريكا على اهبة الاستعداد للتدخل في اللحظة التي يتطلب فيها الامر التدخل، وهذه اللحظة مرتبطة ايضا بقرار تل ابيب بالاجتياح برا، وفي حال قرر حزب الله مساندة الحمساويين ولم تتواني امريكا عن تذكر الحزب وايران التي تقف خلفه بأنها لن تسمح لأي منهما بالتدخل او الدخول على خط الحرب الاسرائيلية على غزة، لذا هنا السيناريو يواجه مزيدا من التعقيد، حيث يصبح واجب الامريكيين في هذه الخطة تأمين ظهر حليفتها اسرائيل، وهنا تأكيد على ان خيار الاجتياح البري الشامل يمكنه ان يطرح سؤال عما بعد الاجتياح؟.
ما بعد الاجتياح
في معرض الاجابة عن السؤال المطروح ماذا بعد الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة الفلسطيني، كنا قد ذكرنا سيناريوهات جبهة لبنان حيث حزب الله اللبناني، لكن بجوارها جبهة اخرى وهي الجولان السوري، التي تنطبق عليها ذات النظريات المتعلقة بجبهة الجنوب اللبناني حيث كلا الجبهتين تقف خلفهما ايران والتهديدات الامريكية بالتأكيد كانت لطهران بالدرجة الاولى، وهنا جزء من الاجابة وهنالك جزء اخر يتعلق بالدرجة الاولى بالمصريين الذين يجاورون غزة، حيث ما تقتضيه خطة اسرائيل للاجتياح هو افراغ غزة من اهلها تحت حجة تدمير حماس ومقاتليها وقواتها، وهذا التهجير او تفريغ غزة يعني ان يغادرها اهلها لخارج حدود القطاع وبالتأكيد لن يغادروها الى داخل الاراضي الاسرائيلية وما يتبقى لهم هي فقط الاراضي المصرية، التي المح الاسرائيليون الى انها قد تكون مستقرهم الجديد فيما يعرف بخطة التهجير الجديدة، التي يرفضها المصريون وقبلهم يرفضها الغزاويون انفسهم، لكن اسرائيل تريد جعلها واقعية، ولأجل هذا خرجت اخبار تقول انهم بصدد تجهيز مخيمات للغزاويين لحين ما اسموه انتهاء العملية، لكن لم يحددوا اماكن هذه المخيمات، وبالتأكيد لن تكون داخل حدود اسرائيل وليس لها مساحة في غزة، لذا فالتلميحات واضحة وهنا السيناريو ينتقل الى مرحلة مختلفة كليا والبطل فيها مصر والمصريون الذين سيقاومون هذا المخطط وهذه الخطة، و احد اوجه المقاومة قد تكون القوة خاصة في حال لم تنفع حلول السياسة والضغط على اسرائيل وحلفائها الداعمين وهذا الخيار عاجلا ام اجلا ستهدد به القاهرة وسيتمنى الجميع الا تضطر الى تنفيذه، وهذا مرهون بتل ابيب ومضيها قدما في خطتها وخطوتها هذه التي على ما يبدو حتى الان واشنطن لم تعطيها الضوء الاخضر الكامل لتنفيذها.
قد تسمح الولايات المتحدة لاسرائيل فقط باجتياح جزئي لقطاع غزة الفلسطيني يرد لها جزءا من كرامتها التي اهدرت بعملية طوفان الاقصى، ويحول دون سيناريو توسع رقعة الحرب التي قد تتحول الى اقليمية وربما عالمية، فعادة الحروب دائما تبدأ شرارة ثم تتحول الى حريق يصعب اخماده وربما بركان.