مركز المستقبل للدراسات والبحوث يجري أول مناظرة حرة بين المرشحين لمجلس محافظة كربلاء 

محمد سمير

في سابقة فريدة من نوعها أقام مركز المستقبل للدراسات والبحوث مناظرة جمعت أعضاء مجلس محافظة كربلاء المرشحين الى دورة انتخابية ثانية مع جمع من مرشحي القوائم والكيانات السياسية ممن رشح نفسه الى عضوية مجلس المحافظة للمرة الأولى , المناظرة شهدت إقبالا كبيرا من قبل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة فضلا عن حضور حشد من المثقفين والمعنيين بشؤون الانتخابات المحلية بالإضافة الى عدد من المواطنين , ارتأت اللجنة المنظمة للإدارة أن يتم تقسيم المشاركين في المناظرة الى فريقين متقابلين مع الأخذ بنظر الاعتبار وجود الاختلافات الفكرية والسياسية لكل عضو داخل الفريق الواحد , وكان توزيع أعضاء كل فريق خاضعا الى ميزان دقيق يراعي قدر الإمكان مسألة التوازن  وعدم احتواء الفريق الواحد لأكثر من عضو واحد ينتمي الى قائمة انتخابية واحدة بعينها , كما حرصت إدارة المناظرة على توجيه المحاور والأسئلة بحيادية تامة لإثبات أنها تقف بمسافة واحدة من جميع المشاركين في المناظرة وتنظر لهم بنفس نظرة الاحترام والتقدير الأمر الذي اقره الأعضاء في كلا الفريقين فضلا عن المتابعين , ومن ناحية أخرى أبدى مركز المستقبل للدراسات والبحوث رغبته بان يتم فسح المجال لهذا النوع من النقاش الفكري ومباركته ماديا ومعنويا من قبل المهتمين بالشان الديمقراطي في البلاد ,  داعيا مختلف منظمات المجتمع المدني المعنية بواقع العملية الديمقراطية الى اقامة هذا النوع من المناظرات  للتعريف بأكبر عدد ممكن من البرامج والرؤى السياسية, وان يصبح هذا النوع من المساجلات الحرة  تقليدا يظهر للعيان في كل موسم انتخابات سواء أكان ذلك على صعيد الانتخابات المحلية أو الانتخابات النيابية التي تجرى دوريا في البلاد.

 وقال مدير مركز المستقبل للدراسات والبحوث سمير الحميري إن مركز المستقبل للدراسات والبحوث وباعتباره احد منظمات المجتمع المدني المعنية بتثقيف المواطن العراقي فكرياً وثقافياً، سعى إلى عقد هذه المناظرة بين المرشحين لمجلس محافظة كربلاء من الأعضاء السابقين والمرشحين الجدد لهذا المنصب، والمناظرة تهدف بالدرجة الأولى الى تثقيف المواطن الكر بلائي وتعريفة بالمرشحين الجدد وبإمكاناتهم وكفاءاتهم وبالتالي الإطلاع على قدراتهم عن قرب. وأضاف الحميري  حرَصنا على أن تكون المناظرة حرّة،  لذا فقد تم إعداد الأسئلة للجميع على حد السواء،  وقد دعينا لهذه المناظرة مختلف المرشحين ومن جميع القوائم المعلنة، مستقلِّين كانوا أو كيانات وبمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية. كما وتم دعوة العديد من الشرائح لحضور هذه المناظرة من أساتذة الجامعة ومسؤولين في دوائر رسمية وشبه رسمية بالإضافة إلى شريحة المثقفين والمفكرين العراقيين.

من جانبها أكدت عضو مجلس محافظة كربلاء (ميسون العواد) إن الهدف من حضورها لهذه المناظرة هو طرح خبرات المجلس السابق الى المرشحين الجدد رغم بعض الانتقادات التي اعتبرتها العواد غير صحيحة ويراد منها تسقيط أعضاء المجلس الحالي في الانتخابات الحالية وأوضحت إن أعضاء المجلس الحالي قدموا ما بوسعهم من خدمات رغم العراقيل التي صاحبت فترات إدارتهم للمحافظة من خلال قلة التخصصات المالية والأمن المتدهور التي عاشتها المحافظة في الفترات السابقة .

ودافع بقية أعضاء مجلس المحافظة بقوة عن أدائهم السابق معللين أسباب الفشل والقصور الى حداثة التجربة وجهل العديد منهم بطبيعة الصلاحيات الممنوحة لهم وتداخل هذه الصلاحيات مع صلاحيات الحكومة المركزية .

من جانبهم حاول المرشحون الجدد لمجلس محافظة كربلاء توجيه سيل من الانتقادات اللاذعة لعمل المجلس في المرحلة السابقة متعهدين بتصحيح أخطاء المرحلة في حال فوزهم بمقاعد مجلس المحافظة إلا أن هذا الأمر لم يرق الى عدد من الحاضرين في صفوف عدد من المتابعين لأجواء المناظرة في قاعة فندق الفنار وقام البعض منهم بتوجيه أسئلة محرجة لكلا الفريقين وبحسب عدد من المراقبين فان محاولة مركز المستقبل للدراسات والبحوث لقيت أصداء طيبة في  الشارع الكر بلائي مشيدين بدور المركز  في التعريف بالبرنامج الانتخابي الأفضل وابتعاده عن الترويج لشخصية أو قائمة انتخابية بعينها .

هذا وقد حضر المناظرة التي أدارها الباحث في مركز المستقبل للدراسات والبحوث لطيف القصاب  ثمانية أعضاء في مجلس محافظة كربلاء في مقابل تسعة أشخاص من المرشحين الآخرين كما  امتنع عدد ليس بالقليل من المدعوين من  كلا الفريقين  عن الحضور والمشاركة في اللحظات الأخيرة  وعلل البعض منهم عدم قدرته على الحضور والمشاركة  بالتزامات قاهرة كما تحفظ البعض منهم عن الإعلان عن ذكر الأسباب الرئيسية التي حالت دون الحضور والمشاركة .